عرض المقال
هل يعرف الإخوان فضيلة الندم؟ (2)
2013-09-09 الأثنين
أنيميا الندم وإسهال التبرير وضمور غدة الاعتذار عند الإخوان، كل هذا أدى إلى جفاف الضمير وتيبُّس المشاعر وشلل العواطف والأحاسيس، قتلوا النقراشى والتهمة لابساهم لابساهم، ولا يوجد أى مبرر لقتل إنسان على ظهر هذه الأرض وبأى سلاح وتحت أى شعار وبسبب أى خلاف، فما بالك لو كان هذا الخلاف مجرد خلاف فى الرأى؟! كل هذا ومازالوا يبررون، النقراشى رجل دولة وهم لا يعترفون بالدولة، النقراشى رجل قانون وهم لا يعترفون بالقانون، النقراشى رجل وطنى وهم لا يعترفون بالوطن، هم لا يعرفون فضيلة الندم ولا ثقافة الاعتذار. وحتى هذه اللحظة لم يعتذر الإخوان عن قتلهم للنقراشى، بل ومارسوا التبرير وكأن القتل والاغتيال السياسى له مبرر، تعالوا نقرأ فى أدبياتهم كيف يبررون حتى الآن قتلهم لهذه القامة الوطنية المصرية بكل هذا القلب البارد والوجدان السقيم والعقل المغيب، ماذا كتبوا فى موسوعة تاريخ الإخوان المسلمين كمبرر للاغتيال السياسى www.ikhwanwiki.com وأترك لكم الحكم على هذا الكذب والتدليس واللف والدوران حول سبب القتل الرئيسى وهو التجرؤ على حل الجماعة، يقول الإخوان:
* فى وزارته الأولى -حيث كانت البلاد تموج بالمظاهرات ضد المحتل- ارتكب هو ما يسمى بحادثة كوبرى عباس أو مذبحة الطلبة، حيث خرج الطلبة من جامعة فؤاد الأول -القاهرة حالياً- على اختلاف أطيافهم متجهين إلى قصر عابدين فى 9 فبراير 1946م، للتعبير عن سخطهم من الوضع الذى تحياه البلاد، من تصرفات المحتل الذى أذل العباد وانتهك أعراض الحرائر فى الشوارع، غير أن قوات البوليس -والتى كان النقراشى باشا وزيراً للداخلية كما كان رئيس للوزراء- قامت هذه القوات بمحاصرة الطلبة فوق الكوبرى ثم قامت بفتح الكوبرى وهاجمت الطلبة من الجانبين مما دفع الطلبة إلى إلقاء أنفسهم فى النيل فغرق كثير منهم غير من اعتقل ومن نال من الضرب ألواناً، كل ذلك إرضاء للإنجليز مما أثار غضب الطلبة واتهموه بالعمالة للإنجليز.
* قام بعرض قضية مصر على مجلس الأمن، وقد تأخر فى عرضها عاماً، حيث سبقته سوريا ولبنان وإندونيسيا، ونالوا استقلالهم الفعلى، لكن تأخره فى العرض بل وتهاونه فى المطالبة وضعف عرضه، كل ذلك أدى لرفض مجلس الأمن مناقشة القضية وأن القضية قضية داخلية يحلها المصريون مع الإنجليز، وليس ذلك فحسب، بل لم يتمسك بوحدة مصر والسودان فأهمل قضية السودان حتى اقتطعها الإنجليز من مصر.
* قبوله الهدنة فى 4 ديسمبر 1948م استجابة لنداء اليهود ومن خلفهم الإنجليز والأمريكان بالرغم من وصول المجاهدين وقوات الجيش لمناطق هامة حتى إنهم كانوا على مقربة من تل أبيب، كما أنه أثناء الهدنة لم يقم بإمداد القوات بالسلاح بل منع السلاح فى الوقت الذى كانت فيه العصابات اليهودية تحصل على السلاح وتقوم بخرق الهدنة بين الحين والآخر.
* بعد وصول المتطوعين من الإخوان إلى فلسطين واشتباكهم مع عصابات اليهود أثبتوا جدارتهم فى إدارة المعركة مما أقلق اليهود بسبب هذه الفئة، والتى قال عنها موشى ديان آنذاك: «إننا لا نخشى الجيوش العربية مجتمعة لكننا نخشى أن نواجه فئة واحدة هى الإخوان المسلمون»، فاستغاث اليهود بالأمريكان والإنجليز والفرنسيين فعقدوا اجتماعاً فى «فايد» فى 10 نوفمبر قرروا فيه أن يطلبوا من النقراشى باشا حل جماعة الإخوان المسلمين واستدعاء قواتهم، وبالرغم أن أحداً لم يستطع إصدار مثل هذا القرار من قبل، حيث حاول النحاس باشا لكنه تراجع كما تراجع حسين سرى باشا لكن النقراشى باشا وافق على ذلك وطلب من عبدالرحمن عمار مسئول الأمن العام إعداد مذكرة ليبنى عليها الحل فأعدّاها من قضايا ضد الإخوان برّأهم القضاء منها جميعاً غير أن النقراشى باشا أصدر فى 8 ديسمبر 1948م قراراً بحل جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة أموالهم وأملاكهم ومؤسساتهم وشركاتهم مما أدى لتشريد آلاف العمال بها فزاد من غضبهم عليه، كل هذه الأمور دفعت بعض شباب الإخوان -فى ظل غياب قادتهم- إلى أن ينظروا إلى النقراشى على أنه خان القضية وباع البلاد فقرروا الانتقام منه.